يحتوي دماغ الإنسان على نوعين رئيسين من الخلايا وهي الخلايا العصبية أو العصبونات وهي تشكل عشرة بالمائة من عدد خلايا الدماغ.
والخلايا الدبقية أو الصمغية وتشكل 90 بالمائة منه وهي تعمل كمادة داعمة
للعصبونات وتقوم بتزويدها بالغذاء والأوكسجين وتخليصها من الفضلات.
وعلى الرغم
من أن عدد الخلايا الدبقية يبلغ عشرة أضعاف الخلايا العصبية إلا أنها تحتل نفس
الحيز الذي تحتله الخلايا العصبية في الدماغ
وذلك لأن حجمها يبلغ عشر حجم
الأخرى تقريبا.
ويقدر العلماء عدد العصبونات في الدماغ بمائة بليون (البليون يساوي
ألف مليون).
ويعتبر العصبون وحدة البناء الأساسية للدماغ وتتكون الخلية العصبية
بشكل عام من ثلاثة أجزاء رئيسية
وهي جسم الخلية والذي يحتوي جميع المكونات التي
تحتويها بقية خلايا الجسم أما الجزء الثاني فهو التفرعات الشجرية أو الزوائد
العصبية وأما الجزء الثالث فهو
المحور.

من معجزات الدماغ أنه يحتاج لبرمجة كل خلية عصبية
من خلاياه البالغ عددها مائة بليون حيث تتطلب البرمجة تحديد أوزان الزوائد
الشجرية لكل خلية والتي قد يصل عددها إلى عشرة آلاف وزن في الخلية الواحدة. ويتم
برمجة خلايا بعض المراكز العصبية بشكل دائم منذ خلق الإنسان.
كالمراكز المسؤولة
عن وظائف الجسم الحيوية أما المراكز الأخرى فقد صممت بحيث يتم برمجة خلاياها من
خلال التعلم كما في مراكز اللغة والذاكرة وغيرها.
ومن معجزات الدماغ أنه على
الرغم من أنه يفقد من خلاياه العصبية سنويا ما يزيد عن ثلاثين مليون عصبون وذلك
ابتداء من سن العشرين.
إلا أن قدراته ووظائفه لا تتأثر بهذا الفقد كثيرا
ويعود السبب في ذلك إلى الطريقة الفريدة التي تعمل من
خلالها الدوائر العصبية.
هل عندما
يغضب الإنسان يفقد من خلايا دماغه ؟
الإنسان حين
يغضب لا يفقد من خلايا دماغه، هذا أيضًا ليس أمرًا صحيحا، لكن توجد الآن دراسات
تشير أن الإنسان الذي يتعرض لصدمات نفسية كبيرة، ويحدث له ما يسمى بعصاب ما بعد
الصدمة ربما تفقد بعض خلايا الدماغ حيويتها وقدرة التواصل فيما بينها، لكن ليس
هنالك تلف حقيقي، إنما هو نوع من فقدان الحيوية الذي يمكن أن تستعيده خلايا
الدماغ بعد أن يشفى الإنسان من علة عصاب ما بعد الصدمة.
الحالات التي تؤدي إلى
تلف خلايا الدماغ، الشيخوخة في حد ذاتها قد تؤدي إلى نوع من الضمور في خيالا
الدماغ، وهذا قد يعتبر أمرًا طبيعيًا،
لكن إذا أُصيب الإنسان بعلة مثل علة
الزهايمر مثلاً هنا تُفقد بعض خلايا الدماغ؛
ولذا تجد أن وزن دماغ الشخص
ولذا تجد أن وزن دماغ الشخص
اللذي يعاني من علة الزهايمر يكون أقل بمائة إلى مائة وخمسين جراما من الشخص الطبيعي.
هل توجد
أدوية تعمل على بناء الخلايا العصبية وخلايا المخ ؟
الجواب: لا توجد أدوية تعمل على بناء خلايا المخ، وإنما توجد أدوية
قد تحسن الموصلات العصبية بين خلايا المخ ، والشيء المؤكد الآن أن خلايا المخ مع
الزمن يمكن أن يُعاد تدريبها وتأهيلها وتنميتها من الناحية الوظائفية ولكن ليس من
الناحية التشريحية ، بمعنى أن الخلايا لا تنمو في حد ذاتها ولكن ما تبقى منها
تتحسن وظائفه وتتواصل الخلايا المدمرة نسبيًا مع الخلايا الصحيحة مما يؤدي إلى
تحسن في وظائف الخلايا التالفة أو الشبه تالفة، ولذا نرى أن بعض الناس – بعد أن
يصابون بإصابات دماغية شديدة كما يحدث في حوادث المرور
أو السقوط من أعلى –
يحدث لهم بعض التحسن ويستمر هذا التحسن باضطراد بالدرجة التي يفيق الكثير منهم، والذي أُثبت أن خلايا المخ لدى هؤلاء الأشخاص لا تنمو ولكن يعاد تأهيلها بصورة
تلقائية نسبة للتحسن الذي يحدث في الموصلات بين هذه
الخلايا.
ما هي
الحكمة في عدم تبدل خلايا الدماغ في الجسم ؟
خلايا الجسم، الخلايا العظمية, والنسج, والعضلات, والأجهزة، حتى
الشعر، وأيّة خلية في الجسم تتبدل من خمس إلى سبع سنوات، أنت بعد سبع سنوات
إنسان آخر، ليس في جسمك خلية واحدة قديمة، كل شيء في الإنسان يتبدّل في سبع سنوات،
ليس في جسمك خلية واحدة إلا وهي جديدة، حتى خلايا العظام، عظمك يتبدل، وجلدك
يتبدل، شعرك يتبدل، هناك خلايا تتبدل في ثمان وأربعين ساعة، فإذا تبدل دماغك نسيت
اختصاصك، ونسيت حرفك، ونسيت معارفك، ونسيت أولادك، ونسيت خبراتك، ونسيت ذكرياتك،
ونسيت سبب رزقك، ولا تعرف من هي زوجتك،
ولا من هم أولادك؟
فلحكمة بالغة بالغة
خلايا الدماغ لا تتبدل، لأنها لو تبدلت لكانت طامة كبرى .
المخ هل
يستطيع إنتاج خلايا عصبية جديدة؟
عندما
يبدأ الحديث عن التفكير والذاكرة، فإن الأمر الأكثر أهمية من مسألة إنتاج الخلايا
العصبية الجديدة، على أكثر الاحتمال، هو عملية تشكيل روابط جديدة داخل المخ تربط
بين هذه الخلايا العصبية.وهذه الروابط التي تسمى التشابكات العصبية هي التي تسهل
عملية التفكير.
فقد يتمكن الإنسان من إنتاج ملايين الخلايا العصبية الجديدة، إلا
أنها تكون عديمة الفائدة في عملية التفكير ما لم ترتبط في ما بينها.
وعلى
المنوال نفسه فإن تمكنت من تقوية روابط التشابك العصبي بين خلايا عصبية قديمة، فإن
بمقدورك تقوية التفكير أيضا.وهكذا فإن المخ لديه إمكانات
لإنتاج خلاياه، أكبر مما كان يعتقد في الماضي.
وهذه أنباء عظيمة، إلا أن هذا
الإنتاج لا يحدث لوحده.
ولذلك فإن شحذ أذهاننا وتنشيطها يمثل إحدى الوسائل في
هذا الشأن.
( بشاير الدوسري )


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق